-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 17: مصاحبة الجمعيات للأسرة من أجل التربية الدامجة



القسم 3 : الدعم السوسيوتربوي ومصاحبة الأسرة 
المحور 7 : المشروع الأسري والتربية الدامجة

الموضوع 17: مصاحبة الجمعيات للأسرة من أجل التربية الدامجة  

طبيعة الموضوع
يرتبط هذا الموضوع بدعم الأسرة في إنجاز مشروعها الخاص المرتبط بدمج طفلها الدراسي. إن كثيرا من الأسر، بغض النظر عن مستوى إمكانياتها المادية والثقافية ، تبقى في حاجة إلى دعم من طرف جهات أخرى تكون لها الخبرة الكافية في مجال الإعاقة أو التربية أو العلاجات شبه الطبية.
يشكل دعم ومصاحبة الأسرة واحدا من الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الجمعيات الموضوعاتية أو مؤسسات الدولة من أجل مساعدتها على تجاوز الصعوبات التي تنطرح أمام مشروعها للدمج.
إن مناقشة هذا الموضوع يمكن أن يكون هدفها مزدوجا، فهي تسمح للأسر بالتعرف على ما يمكن أن تطرحه من حاجيات ومن ناحية ثانية يمكن أن تكون مناسبة لوعي الجمعيات بالتفكير في إنشاء مجالات للدعم والمواكبة بالأخص.
مفهوم المصاحبة

ارتفع عدد الدراسات حول مفهوم المصاحبة في نهاية التسعينات. وبالرغم من كون هذا المفهوم كثير الاستعمال، فإنه يطرح صعوبة على مستوى التحديد وفي كثير من الحالات نجد صعوبة في وضع حدود بينه وبين مفاهيم أخرى كالدعم والمساعدة والتعليم والتكوين والنصح. يمكن القول إذن إنه بالرغم من هذا الاستعمال الاجتماعي، يبقى المصطلح بعيدا عن الاستقرار من حيث دلالته أو من حيث مجال توظيفه .
غير أنه بصفة عامة وحتى بالرجوع إلى المصطلح الفرنسي ،accompagnementفإن المصطلح يحيل على مكونين هما ** أن يكون مع** و**الاتجاه نحو**، وهما مكونان يعنيان أن المصاحبة هي أن تكون مع شخص آخر وتتوجها معا نحو هدف. وهكذا تبرز مختلف المعاني المعطاة للمصاحبة أن الطرفين لا يكونان على نفس المستوى من الإمكانيات المعرفية والمهارية المرتبطة بمجال المصاحبة، فواحد منهما يكون محتاجا الآخر مساعدا.
وتعتبر المصاحبة مقاربة جديدة مقارنة مع المساعدة والدعم لكونها ترتكز على تحميل المسؤولية للمصاحَب وإعطائه الحرية في الاختيار، لكنها في نفس الوقت تعتبر عملية مستمرة على خلاف بعض أشكال الدعم الأخرى التي تكون في البداية فقط أو تكون متقطعة أو تتميز بالتحكم التام.
المصاحبة، أيضا، إقرار بقدرة الآخر وإمكانياته وكفاياته وبكون القرارات التي يمكن أن يتخذها لا تستلزم أحيانا سوى الثقة في النفس والتشاور.

تُبين التجربة أنه كلما كانت القرارات نابعة من قناعة ذاتية كلما كان الالتزام بالانتقال إلى الفعل. وهكذا تأتي المصاحبة كمواكبة من أخصائي أو جمعية أو مؤسسة لإعطاء الوالدين تلك الدفعة التي يحتاجانها من أجل إنجاح مشروعهما الأسري. إنها عملية ترتكز على السير معا لتحقيق أهداف تُرسم بشكل مشترك، لذلك كان الإنصات والمساعدة والاستقبال والوقت عناصر مهمة في عملية المصاحبة كما تقول .Paul Maelaيمكن الإشارة أيضا إلى أن المصاحبة لا تتخذ منحى خطياlinéaire ، فإذا كنا نعرف نقطة انطلاقتها ونقطة نهايتها، فإن السيرورة تعرف مجموعة من التشعبات.
نخلص إلى القول إن المصاحبة أمر مختلف عن المساعدة لأن هذه الأخيرة تحيل على التطوعية وأحيانا على الطابع الإحساني، في حين تحيل المصاحبة على المهنية وعلى التخطيط وعلى استخدام وسائل التقويم وأساسا على مسؤولية المصاحَب .
لماذا المصاحبة؟
يقول ماركو دي دوكا: «في مصاحبة أسر الأطفال في وضعية إعاقة يفرض اليومي عمليات ملموسة، وذلك بالرغم من أن الأشياء معقدة.»إن هذا المعطى يرسم معالم المصاحبة كممارسات ممتدة في الزمان لا تقتصر على تقديم النصح، بل مواكبة مستمرة وفقا لمخطط يجمع بين مشروع الأسرة الدامج وبرنامج الجهة المتدخلة جمعية كانت أو مختصين.
هذه الاستمرارية يفرضها أمران:
كون بعض الأسر تعيش حدادا مستمرا أو باثولوجياً un deuil patholo-gique ناتجا عن الإعلان عن الإعاقة؛ فبعض الآباء، خاصة الأمهات، يسترجعن في كل اللحظات الأساسية من حياة طفلها المراحل الأولى للحداد )الرفض أو الاكتئاب(. وتشكل لحظة بداية تمدرسه تفجيرا لذلك الحداد الذي لم يستطع أن ينتهي )الحداد لموت الطفل المتخيل قبل ولادته.(
بعض الأسر قد تفتقر للكفايات الوالدية الخاصة بالدمج الدراسي،  فقد تتوفر لديها كل مقومات الرعاية والاهتمام والتقبل، لكن قدراتها على إنجاح تمدرس طفلها وبناء وإنجاز مشروعها الخاص للتربية الدامجة قد لا تكون متوفرة بالقدر الكافي الذي يسمح بتحقيق الأهداف.
هذا العجز قد يكون مرتبطا بانعدام المعارف ومعارف الفعل أو قد يكون بسبب حدة مترتبات الإعاقة، لذلك على المصاحبة قبل أن تتم من طرف أي كان أن تستحضر الماضي والحاضر والمستقبل.

كيف ينيغي أن تكون المصاحبة من أجل التربية الدامجة؟


لن يتم الحديث هنا عن مجالات المصاحبة الأخرى(الطبية، النفسية، الاقتصادية... )، بل سيتم الاكتفاء بالجانب المرتبط بمهام ودور الأسرة في تحقيق أهداف التربية الدامجة بالنسبة لطفلها.

لقد تمت الإشارة سابقا إلى أن على الأسرة أن يكون لها مشروع متكامل ومفكَّرٌ فيه مرتبط بمساعدة طفلها على الاندماج ضمن قسم عاد وتحقيق أهداف مشروعه الفردي. لذلك إن مواكبتها في بناء وإنجاز ذلك المشروع يبقى أمرا مهما.

وسواء كان المصاحِب مؤسسة أو جمعية أو مختصا، فإن المواكبة يمكن أن تتوزع عبر ثلاث لحظات أساسية:

•لحظة بناء المشروع الأسري: ويتم خلالها تخطيط المشروع بشكل مشترك، حيث يتم استحضار المشروع البيداغوجي الفردي للطفل وطبيعة وإمكانيات الطفل وإمكانيات الأسرة، بالإضافة إلى إمكانيات المصاحِب (مؤسسة، جمعية أو مختص ) . ويتم بالتوافق تحديد الأدوار وطريقة الاشتغال.

•لحظة إنجاز المشروع: وتتم المصاحبة من خلال تطبيق أنشطة المشروع وفقا لتوزيع الأدوار. يكون المصاحِب خلال هذه الفترة يقظا إزاء ما يقوم به الوالدان من أنشطة لدعم المشروع البيداغوجي الفردي لطفلهم.

تتباين أنشطة المصاحبة بين استقبال وجلسات للدعم وجلسات للمناقشة وتقديم معلومات والقيام بزيارات المصاحِب للبيت واشتغال مباشر مع الطفل كأنشطة تربوية داعمة...

•لحظة التقويم: يتم تقويم مختلف الأنشطة في حينها للتمكن من الحصول على التغذية الراجعة التي تسمح بالتعديل ومعالجة النقائص. كما يمكن أن يتم، وبشكل مشترك تقويم المشروع في مختلف محطاته.

لا ينبغي الاقتصار في هذا التقويم على نتائج وتطور الطفل، وإن كان ذلك هو الهدف الأساس، بل ينبغي أيضا تقويم رضا الطرفين (المصاحَب والمصاحِب ) لما لذلك الرضا من تأثير على استمرارية المشروع وسلامته .

-----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019