-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 16: طبيعة المشروع الأسري للدمج



القسم 3 : الدعم السوسيوتربوي ومصاحبة الأسرة 
المحور 6 : المشروع الأسري والتربية الدامجة

الموضوع 16: طبيعة المشروع الأسري للدمج

طبيعة الموضوع

إذا كانت الوالدية الإيجابية هي مواقف وممارسات إيجابية ترمي إلى بناء شخصية الطفل، كان «عاديا» أو في وضعية إعاقة، وفسح المجال لتطوير إمكانياته والاستجابة المنطقية لحاجاته الأساسية سواء البيولوجية أو المادية أو النفسية أو النفس-اجتماعية، فإن واحدا من ركائزها أن يكون لها منظور استشرافي للمستقبل أيضا .

إن الاستجابة لحاجيات الآن هي ليس حبيسة اللحظة الراهنة بل لها امتداد للمستقبل لأننا لا نربي هذا الطفل ولا نؤهله فقط لمتطلبات الحاضر بل أيضا للاستعداد للمستقبل.

لذلك لا يمكن تصور استعداد للمستقبل بالشكل السليم ما لم يكن هناك مشروع عائلي يتموقع فيه الطفل بشكل يحقق وجوده لذاته .

في كثير من الأحيان لا يفكر في الأطفال لذواتهم، بل فقط لتكملة ذات الوالدين (إثبات خصوبة الأم أو فحولة الأب، تثبيت ركائز الزوجية، هاجس استمرارية النسب.... ) ومثل هذه القناعات غالبا ما تجعل الطفل في موقع ثاني أو في هامش المشاريع الأسرية.

الوالدية الإيجابية، التي تشكل أحد شروط نجاح التربية الدامجة، تستلزم خلق التوازن في القوى داخل الأسرة وبالتالي فالمشروع الأسري الشامل ينبغي أن يكون من مكوناته الأساس دمج هذا الطفل في الحياة الحاضرة والمستقبلية.

 طبيعة المشروع الأسري للدمج

ما هو المشروع؟

المشروع هو سيرورة فريدة ترتكز على مجموع من الأنشطة المنسقة والمتحكم فيها والتي تتضمن تواريخ بداية ونهاية وتتوخى الوصول إلى أهداف تحددها إكراهات خاصة من مثل الزمان والكلفة والموارد. وهكذا يتميز أي مشروع بما يأتي:
          
•إن كل مشروع يتميز بوحدة أنشطته وتناغمها وترابطها؛
•إن كل مشروع هو بنية متفردة وبالتالي يتميز بالجدة وإنِ اشترك في مجموعة من الخصائص مع مشاريع أخرى؛
•إن كل مشروع له بداية وله نهاية مهما طالت مدته. وكل مشروع بلا نهاية تم هو مشروع عنه؛
•إن كل مشروع له أهداف يتم تسطيرها في البداية وتشكل مرجعية كل إجراءاته وأنشطته وتقويماته؛
•إن كل مشروع يتميز باللايقينية في تحقيق ما يبتغيه بالرغم من ضرورة تحديد نسب الفشل والوعي بها؛
•وأخيرا فإن كل مشروع لا بد أن تعترضه بعض الإكراهات التي ينبغي لأصحابه أن يكونوا واعين بها.     

لماذا مشروع أسري للدمج؟

لقد سبق أن تم إبراز أن التربية الدامجة مشروع مجتمعي وفي المدرسة هو مشروع مؤسسة ثم هو أيضا مشروع فصل ومشروع فردي للمتعلم. ولا يجب أن تغفل الأسرة دورها، وعليها أن تصوغ مشروعا داخليا مرتبطا بتعلم الطفل الدامج .
وهكذا يمكن أن نتحدث عن مشروع الأسرة الدامج انطلاقا من الاعتبارات الآتية:
•إن الأسرة هي وطفلها أول المعنيين بالتربية الدامجة، ومن ثم فإن الوالدين بناء على مبادئ الوالدية الإيجابية ينبغي أن ينخرطا بفعالية في هذه التربية وأن يكونا أول المربين في هذا الإطار.
•إن ممارسات الوالدين ينبغي أن تكون ممنهجة وبعيدة عن العشوائية والارتجال ولكن من دون أن تكون صورة طبق الأصل للممارسات الديداكتيكية للمدرسين (البيت لا يمكن أن يكون مدرسة). لذلك فإن صياغة مشروع أسري مساعد على الدمج يمكن أن يحقق هذه المنهجية، بحكم أنه يحدد أهدافا وأنشطة ممتدة في الزمان وأدوات ووسائل وتقويمات.
•إن تعاون الأسرة مع المدرسة لا ينبغي أن يكون من خلال إجراءات منفصلة ومؤقتة في الزمان لكن ضمن تصور بنيوي نسقي متكامل كي تكون المساهمة في مستوى مشروع القسم والمشروع الفردي للمتعلم وما يتطلبانه من موارد وإمكانيات ودعم.
•بحكم الفترة التي يقضيها الطفل في وضعية إعاقة في البيت، فإن هذا الفضاء الزمني والمكاني ينبغي أن يكون مجالا يستثير بعض التعلمات التي تساعده على اكتساب المعارف والمهارات الدراسية. هذه الاستثارة يمكن أن تتخذ أشكالا مستمدة من حياة الأسرة بالأساس(استثمار دينامية حياة الأسرة لتوظيفها لصالح التعلم المدرسي. )
بناء مشروع أسري للدمج
تقوم الأسرة، منفردة أو بتأطير من جمعية أو أي جهة موجهة، بصياغة مشروعها الخاص للدمج، مساهمة منها في إنجاح المشروع البيداغوجي الفردي لطفلها ولمشروع المؤسسة .
يمكن للوالدين أن يستأنسا بنماذج لكيفية بناء المشاريع.
للقيام بصياغة المشروع الأسري، ينبغي استحضار المحددات الآتية أولا:
•طبيعة مرحلة الطفل وإمكانياته وقدراته؛
•طبيعة الإعاقة وحدتها وإكراهاته؛
•طبيعة التربية الدامجة وخصائصها؛
•متطلبات المدرسة المادية والمعرفية والمهارية؛
•طبيعة المشروع البيداغوجي الفردي للطفل.
استحضار هذه المحددات سيسمح ببناء مشروع أسري متناغم مع المشروع الفردي للطفل الذي من المفروض أن يكون الوالدان على دراية به إن لم يكونا أصلا قد ساهما في صياغته مع المدرسين.
تبني الأسرة مشروعها، بعد ذلك، وفقا للعناصر الآتية:
الحدث المثير le déclencheur: التحاق الطفل بقسم دامج.

الأهداف

•أهداف عامة: هي أهداف التربية الدامجة  (أهداف المشروع البيداغوجي الفردي؛)
•أهداف خاصة:  ترتبط باشتغال الأسرة ومساهمتها-استثارة الطفل للتعلم،  مواكبة تمدرسه،  دعم تعلماته المدرسية .... ،

الأنشطة

•مختلف الإجراءات والأنشطة التي ترتبط بالأهداف(  الأنشطة المرتبطة بالتسجيل، اقتناء الأدوات المتكيفة، الأنشطة الداعمة من مثل الخدمات شبه الطبية، حصص التقوية والدعم، الأنشطة الترفيهية الهادفة، إغناء الرأسمال الثقافي للبيت، الأنشطة الموازية الداعمة.)

الوسائل والأدوات:

•الوسائل البشرية: الوالدان، الإخوة، المختصون شبه الطبيون، المدرسون المساعدون، الأقران...؛
•الوسائل المالية: تخصيص موارد مادية وفقا للبرامج والأنشطة المبرمجة.
•الوسائل التقنية: اللعب التربوية الملائمة، الوسائل التعليمية، الأدوات التعلمية، تجهيزات الفضاء بالبيت؛
•الطريقة: برمجة حصص، زيارات لمرافق، جلسات، رحلات، ألعاب، مرافقة، لقاء بالأقران... ،

الإكراهات

•يتم تحديد مختلف التحديات والإكراهات التي يمكن أن تعترض إنجاز المشروع (المادية والتقنية والمعرفية. )

الشركاء

• منظمات وجمعيات موضوعية، المدرسون الإدارة، أخصائيون...

التقويم

•تتبع إنجاز الأنشطة، تقويمات مرحلية، تقويم مدى تحق أهداف المشروع، تقويم أثر المشروع على تعلمات الطفل .


-----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019