-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

هندسة التعلمات الخاصة بذوي الإعاقة السمعية


المرجع : الإطار المرجعي للتربیة الدامجة  لفائدة الأطفال فی وضعیة إعاقة -  مديرية المناهج 2019 -
القسم 3 : الهندسات الخاصة بالتعلمات حسب أصناف الإعاقة 
المحور 4 : هندسة التعلمات الخاصة بذوي  الإعاقة السمعية
الإعاقة السمعية
تعتبر الإعاقة السمعية إعاقة تواصل واستقبال للمعلومة، ومن ثم تترتب عنها مجموعة من المشاكل المرتبطة بتبادل الخطاب مع المحيط خلال الحياة اليومية. وفي مجال التمدرس تطرح تلك الصعوبات بشكل أكبر بحكم أن المدرسة أساسا هي فضاء للتواصل وللوصول إلى المعلومات. كما تترتب عن هذه الإعاقة مشاكل نفسية مرتبطة بتقدير الذات، أو الارتكاز على ميكانيزمات دفاعية//الاعتزاز بالذات// أو بالشعور بالإقصاء والوحدة، كما يمكن أن تكون لها تداعيات على المستوى الاجتماعي وعلى بعض القدرات العقلية//التجريد مثلا.

ولقد تم استهداف هذه الإعاقة بمجموعة من المبادرات المؤسساتية على المستوى العمومي وعلى المستوى الجمعوي، لتقديم عرض تربوي يتناسب مع هؤلاء الأطفال ونوعية هذه الإعاقة ومختلف تجلياتها لديهم، كما تم تأطير هذا العرض التربوي بما يناسبه على مستوى التدخلات الطبية وشبه الطبية المناسبة لهذه الإعاقة. إلا أن عمليات التمدرس الدامج لهؤلاء الأطفال لا زالت لم تخضع للتنظيم الإداري والتربوي المناسب لحاجات هؤلاء الأطفال ومؤهلاتهم السيكوبيداغوجية الضامنة لحقهم في مسار تربوي دامج، لأنهم لا يعانون من أية اضطرابات أو قصورات في العمليات الذهنية وفي الذكاء. ومن هذا المنطلق تُطرح إعادة النظر في المقاربة المؤسساتية المدرسية التربوية الممكن أن تقدم لهذه الفئة من الأطفال ضمانا لحقهم في التمدرس وتكافؤ الفرص تجاه ما تقدمه المدرسة لسائر الأطفال.

تعريف الإعاقة السمعية

إن الإعاقة السمعية هي عدم القدرة على السمع بنفس القدر الذي يسمع به شخص ذو سمع عادي. ويمكن للأشخاص في وضعية إعاقة سمعية أن يكونوا فاقدين لتلك القدرة إما جزئيا، أو أن يكونوا صما، بمعنى أنهم لا يسمعون مطلقا. 

وتعتبر العتبة هي 25dB على الأقل في الأذنين الاثنين.

وقد أرسى مؤتمر البيت الأبيض عن صحة الطفل الذي عُقِد عام 1993م التعاريف التالية[1]:

• الأطفال الصم: وهم أولئك الذين يُولدون فاقدين السمع تمامًا، وبدرجة تكفي لإعاقة بناء الكلام واللغة، أو هم الأطفال الذين يفقدون السمع في مرحلة الطفولة المبكرة قبل تكوين الكلام واللغة؛ حيث تُصبح القدرة على الكلام وفَهْم اللغة من الأشياء المفقودة بالنسبة لهم.

• ضعاف السمع: وهم أولئك الأطفال الذين تكوَّنت لديهم مهارة الكلام والقدرة على فَهْم اللغة، ثم تطوَّرت بعد ذلك الإعاقة السمعية، مثل هؤلاء الذين يكونون على وعي بالأصوات.

ويعرِّفها رفعت محمود بهجت كما يلي:

• التلميذ الأصم: هو التلميذ الذي يعاني من فقدان في السمع يصل إلى// 70 dB فأكثر//، بدرجة تجعله لا يستطيع فهم الكلام المنطوق.

• التلميذ ضعيف السمع: هو التلميذ الذي يشكو من ضعف في حاسة السمع يــتراوح//ما بيـن dB 30 وأقل من07 dB//، ويُمكنه أن يستجيب للكلام المسموع استجابة تدل على إدراكه لما يدور حوله، بشرط أن يقع مصدر الصوت في حدود قدراته السمعية.

وعرفها الدكتور يوسف القريوتي كما يلي:

يُقصد بالإعاقة السمعية تلك المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه، أو تقلِّل من قدرة الفرد على سماع الأصوات المختلفة. وتتراوح الإعاقة السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة التي ينتج عنها ضعف سمعي إلى الدرجات الشديدة جدًّا التي ينتج عنها صمم.

ويمكن أن تكون هذه الإعاقة وراثية، أو ناتجة عن تعقيدات أثناء الولادة أو بسبب بعض الأمراض التعفنية، أو بسبب استخدام بعض الأدوية أو التعرض لصوت جد حاد. كما يمكن لبعض الأشخاص في وضعية إعاقة سمعية أن تتحسن أوضاعهم إن هم استعانوا ببعض الأجهزة الطبية، كما يمكن للأصم أن يتجاوز معيقاته عن طريق تعلم لغة الإشارة أو أشكال أخرى من الدعم التربوي والاجتماعي.

أنواع الإعاقة السمعية

يمكن تصنيف فئات الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وفق معايير مختلفة يمكن تحديدها في الفئات الآتية:

• الصمم الخفيف: ويستطيع الشخص ضمن هذه الفئة أن يسمع بالأذن الأجود أصواتا من 25 إلى dB 40، ويجد مثل هؤلاء بعض العناء في سماع الحديث خاصة إذا كان يتخلل المكان ضوضاء، أو أصوات مضطربة أو شديدة القوة؛ • الصمم المتوسط: وتستطيع هذه الفئة أن تسمع بالأذن الأجود أصواتا من 40 إلى dB 70، وذلك من دون أجهزة، وهم في الغالب يجدون صعوبات في متابعة حديث؛

• الصمم الحاد: ولا يستطيع صاحبه أن يسمع سوى الأصوات من 70 إلى dB 95، وبالرغم من حمله لأجهزة قوية فإنه مع ذلك يكون مضطرا إلى الاعتماد على قراءة الشفاه والملامحlecture labiale أو على الإشارة؛

• الصمم العميق: لا يمكن للشخص ضمن هذه الفئة أن يسمح الأصوات الأقل من dB 95، ومن ثم فإن لغة الملامح والشفاه أو الإشارة تبقى ضرورية بالنسبة له.[2]الخصائص المميزة للأطفال ذوي إعاقة سمعية 

تجدر الإشارة إلى أن الأطفال في وضعية إعاقة سمعية غالبا ما يفرزون مجموعة من التمظهرات السيكولوجية على المستوى المعرفي والوجداني وأشكال التعاطي السيكوحركي مع المكان ومكوناته والتفاعل معه، خاصة عند التبادلات مع الأفراد.

على المستوى المعرفي: 


يلاحظ أن الأطفال في وضعية إعاقة سمعية لا يعانون في الغالب من أي اضطرابات عقلية أو نقص في الذكاء إلا إذا كانت هناك إعاقة أخرى تتضمن الإعاقة السمعية. ومن ثم فإن الطفل ذي إعاقة سمعية له نفس القدرات والمؤهلات والإمكانات المتعلقة بالعمليات الذهنية الرئيسة عند سائر الأطفال//الإدراك، التذكر، قراءة الرموز، فهم الوقائع والأحداث وتبادلات الأشخاص، وقراءة تعابير وجوههم وسلوكاتهم، وتحليل المعطيات والمعلومات، واستخلاص النتائج، واعتماد الاستدلالات الافتراضية وما إلى ذلك...//، إلا أن هؤلاء الأطفال كلما تأخرت الرعاية السيكولوجية والسيكوبيداغوجية المفترض تقديمها لهم، كلما ازدادت وطأة الإعاقة السمعية باتجاه طمس إمكاناتهم وقدراتهم ونقاط قوتهم باتجاه التعطيل وما يتبعه . 

على المستوى الوجداني: 


غالبا ما يعيش الطفل ذو إعاقة سمعية مجموعة من الاضطرابات الانفعالية، جراء عدم قدرته على التبادل والتواصل والتفاعل مع أسرته ومع الآخرين، خاصة فيما يتعلق بتبليغ طلباته ورغباته للآخر الذي لا يتواصل معه ولا يفهمه. ولهذا غالبا ما تظهر عليه نوبات انفعالية قد تكون حادة أحيانا، وقد تجنح إلى الانطواء والانعزال. وهذا يتفاوت من طفل إلى آخر بحسب نوعية الرعاية الوجدانية والتواصل الاجتماعي الذي يُمنح له من الأسرة أو من الآخرين. 

على المستوى السيكوحركي: 


يتجه الطفل ذو إعاقة سمعية إلى التعبير بجسده وبأعضائه وبتعابير وجهه لكي يبني إرسالياته التواصلية الموجهة نحو الآخر، وغالبا ما تكون هذه التعابير غير مؤطرة وغير مهيكلة إذا لم تعتمد على تعليم لغة الإشارات، إلا أن هؤلاء الأطفال لا يعانون من اضطرابات حس حركية، بل هم يمارسون أرقى الرياضات وأكثرها تعقيدا من الناحية المهارية، ويستطيعون التفاعل مع التعليمات والتوجيهات خلال التعاطي مع الحركة في المكان أو التفاعل مع الأشياء، وهي أمور تكتسب بالتعليم والتدريب.

حاجات التعلم لدى الطفل في وضعية إعاقة سمعية

إن الإمكانيات التي يتوفر عليها عادة الأطفال في وضعية إعاقة سمعية تسمح لهم بالتمدرس إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار أمرين أساسين:

- ضرورة النظر إلى تلك الإمكانيات قبل التركيز على الإعاقة وما تطرحه من صعوبات؛ 

- تكييف المقاربات والإجراءات البيداغوجية والديداكتيكية وفق تلك الإمكانيات.

وهكذا يمكن القول إن الطفل في وضعية إعاقة سمعية خفيفة أو متوسطة، بالرغم مما يمتلكه من إمكانيات نمائية، يعبر عن مجموعة من الحاجات الاكتسابية كي يتأهل للاندماج في قسم «عادي»

//حاجات التعلم لدى الطفل ذي الشلل الدماغي الحركي//
التعلمات الداعمة:
إن الطفل في وضعية إعاقة سمعية في حاجة ماسة إلى مجموعة من الأنشطة الداعمة، وذلك من أجل التمكن من تحقيق الأهداف المتعلقة بكل نشاط تعلمي على حدة. كما أنه بحاجة إلى تدخلات طبية وشبه طبية على مستوى جهازه السمعي، وجهازه الصوتي مع الطبيب الأخصائي، ومع مقوم النطق، بما يمكن الطفل من تطوير إمكاناته النروفيزيولوجية للالتقاط السمعي واستعمال الآلة الداعمة للسمع والتكيف معها، وتطوير إمكانات البقايا السمعية وما يرتبط بها من ذاكرة صوتية. كما أنه بحاجة إلى الترويض الطبي المتعلق بالنطق بالأصوات والحروف والكلمات بشكل متدرج وبحسب إمكاناته.

//التعلمات الداعمة لفائدة الطفل ذي الإعاقة الذهنية//


ممارسات تربوية ملائمة
-    الحرص على أن يجلس الطفل بقرب المدرس بما يجعله يراه وجها لوجه.
-    تجنب كل ما قد يعيق التواصل أو يعرقل إيصال الرسالة المستهدفة، كوضع اليد في الفم أثناء التحدث إلى الطفل، أو إخفاء الوجه وراء الكتاب أثناء القراءة.
-    تخفيض الضوضاء داخل القسم إلى أقصى حد ممكن، بما يساعد الطفل على تركيز انتباهه على الحركات والإيماءات الصادرة عن المدرس أو عن أحد الزملاء.
-    تفادي التحدث أثناء الكتابة على السبورة لجعل تركيز الطفل يبقى محصورا فيما يُكتب.
-    التأكد من رؤية الطفل لمن يتحدث وتمكينه من تتبع ملامح وجه المتحدث وقراءة تعابيره الحركية.
-    استعمال كلمات وجمل بسيطة معززة بحركات وصور لمساعدة الطفل على فهم ما يقال.
-    تنبيه الطفل قبل الشروع في الكلام معه، بوضع اليد على كتفه مثلا، أو توجيه إشارة حركية مباشرة إليه تنذره بالاستعداد للانتباه والتتبع.
-    التحدث معه بكيفية عادية بدون سرعة أو بطء، مع التركيز الأقوى على التعبير الفصيح ومراعاة مخارج الأصوات.
-    وضع رهن إشارة الطفل دعامات بصرية معززة للفهم والاستيعاب،  كالخطاطات والرسوم التوضيحية والصور والجداول...
-    الاستعانة بمتعلم قرين يجيد السمع ليوضح له أكثر ما يقوله المدرس.
-    عند الضرورة يمكن استعمال لغة الإشارة، كما يمكن إمداد الطفل بجهاز سمعي مع المراقبة والتتبع.

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019