-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 20: تقويم الجمعيات لمشاريعها المرتبطة بالتربية الدامجة



القسم 4 : التتبع والتقويم لمشاريع التربية الدامجة 
المحور 8 : تقويم منظمات المجتمع المدني لمشاريع التربية الدامجة

الموضوع 20: تقويم الجمعيات لمشاريعها المرتبطة بالتربية الدامجة

طبيعة الموضوع
  عندما نتحدث عن تقويم مشروع ما فإن ذلك يحيل على طرح التساؤل بصدد النتائج المتوصل إليها أي مخرجات  les outputsالمشروع.
يمكن الحكم على تلك النتائج بصيغ مختلفة قد تمتد من الارتسامات الذاتية إلى التقويم الموضوعي المرتكز على القياس .في مختلف المقاربات التي يمكن سلكها في تقويم المشاريع التي تقوم بها الجمعيات، شيء واحد يبقى فارضا ذاته هو ما هي النتائج؟
في البطاقة الآتية،  ستتم محاولة استعراض مجموعة من القضايا المرتبطة بتقويم المشاريع (المفهوم،  التقنيات ،المجالات، إلخ. )...
التتبع والتقويم
يتم في غالب الأحيان التمييز بين هذين المفهومين رغم أنهما مترابطان بل إن الأول جزء من الثاني لدرجة أن البعض يسميه بتقويم المسار أو تقويم الإنجازاتévaluation du processus , évaluation des performances .
يعتبر التتبع هو مجموع الإجراءات المنتظمة التي ترمي إلى إصدار أحكام وتقديرات حول مسار مشروع ما، وذلك من خلال جمع المعطيات والمؤشرات حول مختلف الأنشطة التي يتم إنجازها.
وهكذا فإننا لا يمكن أن نتحدث عن تتبع إلا بعد الشروع في إنجاز أنشطة المشروع.
يسمح التتبع بالتعرف على مدى سير الإنجازات وفقا لما يحقق الأهداف ويمكن أن يطال الأنشطة ولكن أيضا الموارد المادية والبشرية.
أما التقويم فهو إجراءات منظمة ترتكز على النتائج المتوصل إليها سواء في نهاية المشروع أو في ختام كل مرحلة من مراحله (تقويم مرحلي). يمكن أن يسبق تخطيط المشروع قيام الجمعية بتقويم من نوع آخر هو التقويم التشخيصي الذي يرتكز على التعرف على واقع حال مجال المشروع état des lieux قبل البدء في تحديد الأولويات والأهداف المتوخاة.
وهكذا يمكن رسم مسار التقويم كالآتي:
       
كيف يمكن تقويم مشروع مرتبط بالتربية الدامجة؟
تسند مهمة تقويم المشاريع غالبا إلى خبراء أو أخصائيين أو جهات خارجية للقيام بذلك، وذلك لتحقيق الموضوعية وتوخيا للدقة. لكن رغم ذلك، يمكن للجمعية أن تقوم بتقويم ذاتي أو مساعدة أسرة طفل في وضعية إعاقة مثلا لتقويم مشروعها الدامج.
يستند تقويم مشروع ما إلى المعايير الآتية:
•صلة المشروع بقضية التربية الدامجة وأهدافها وصلاحيته لترسيخها pertinence؛
•نجاعة المشروع أي مدى تحقيق أنشطته للنتائج المتوخاة والأهداف المسطرة efficience ، من مثل تغيير الاتجاهات والمواقف والممارسات؛
•الأثر الذي تركه المشروع أي مترتباته العامة سواء كميا أو كيفيا إيجابيا أو سلبيا  impact؛
•تناغم مكونات المشروع، أي وجود ترابط ووحدة مكوناته cohérence؛
•استمرارية الأثر أي مدى قدرة المشروع على تحقيق استمرارية التحسن أو النجاعة أو التغير في الزمان péren-nité ، بحيث لا ترتبط النتائج فقط بالمرحلة الراهنة.
إن تقويم مشروع أسري للدمج أو مشروع جمعية موضوعية في هذا المجال ينبغي أن يحاول الإجابة على مدى تحقق النتائج اعتمادا على هذه المعايير الخمسة.
ولتحقيق الموضوعية في الحكم التي تسمح بالقدرة على التعديل والمعالجة الملائمين، ينبغي للتقويم أن يوظف أدوات ذات مصداقية .
تختلف الأدوات المناسبة بحسب طبيعة المشروع ومجاله، منها: شبكات التقويم، الاستمارات، سلالم الاتجاهات، المقابلات ،دراسة الوثائق والتقارير، الزيارات الميدانية، شبكات الملاحظة...
بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها لتقويم مشروع أسري للدمج؟
-  هل أهداف المشروع واضحة لدى الأسرة؟
-  هل هناك تناغم بين الأنشطة والأهداف المتوخاة؟
-  ما هي طبيعة الأنشطة التي أنجزت من طرف الوالدين لدمج الطفل؟ كم عددها في اليوم؟
-  هل الأنشطة فعالة وناجعة؟
-  هل أدوات المشروع متكيفة؟
-  هل هناك وقفات لتتبع الإنجازات وتقويمها من طرف الوالدين؟
-  هل يقوم الوالدان ومن يواكبهما بإحداث التعديلات المناسبة؟
-  ما النتائج التي تم تحقيقها (على مختلف المستويات)؟
-  ما هو أثرها على الطفل، على الأسرة، على المحيط المدرسي والمجتمعي؟
-  ما هي العوائق التي اصطدم بها المشروع؟ وكيف تم التعامل معها؟
-  ما الذي ينبغي فعله في المستقبل؟
معالجة مكامن الخلل في المشروع
ليس التقويم هدفا في حد ذاته، كما أنه ليس وسيلة للضبط بل إنه أساسا أداة ينبغي أن تشكل لنا تغذية راجعة تفيدنا في معرفة ما تحقق وما لم يتحقق وأيضا العوامل التي كانت وراء تلك النتائج.
هذه المعرفة ينبغي أن تدفع إلى التدخل من أجل التعديل والتصحيح أو على الأقل في الاستفادة مستقبلا من الأخطاء لتلافيها في مشاريع أخرى.

إن التعديل والمعالجة يمكن أن تطال مختلف مكونات المشروع من الأهداف إلى التقويم ذاته. وهكذا فقد يبرز أن الأهداف كانت عالية جدا وأن الإمكانيات الذاتية أو السياق الذي يتم فيه المشروع (مشروع الجمعية أو مشروع الأسرة من أجل الدمج) لا يسمحان بتحقيق النتائج المرجوة، الأمر الذي يحتم تعديلا في الأهداف وتكييفا لها وتخفيضا لمستواها إن على المستوى الكمي أو النوعي (عدد الأنشطة أو المستفيدين أو التاثيرات ونوعيتها... ). وقد يبرز من خلال التتبع أو التقويمات المرحلية أن الوسائل المستخدمة غير كافية أو غير متكيفة أو أن تدبير الأنشطة غير سليم أو أن معايير التقويم ذاته غير صالحة. في كل هذه الأحوال ينبغي مراجعة المكونات التي بها خلل أو تفتقر إلى الملاءمة الضرورية .

-----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019