-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 11: الدعوة للمناصرة، المفهوم والمبررات

القسم 2 : الإجراءات الاجتماعية من أجل تغيير التمثلات والاتجاهات الاجتماعية تجاه التربية الدامجة
المحور 5 : الدعوة للمناصرة من أجل التربية الدامجة

الموضوع 11: الدعوة للمناصرة، المفهوم والمبررات

تقديم

تشكل الدعوة للمناصرة ثالث أثافي تحرك المجتمع المدني والفاعلين الاجتماعيين من أجل الدفاع عن التربية الدامجة وإرسائها وتقويتها.
ويمكن القول إن التحسيس والتعبئة الاجتماعية تخدم الدعوة للمناصرة وتمهد لها. وإذا كان التحسيس يهم أساسا المعنيين المباشرين بهذه التربية، فإن التعبئة تطال الفئات التي يمكنها أن تتحمس للقضية وتؤازرها وتتحرك من أجل دعمها، في حين تبقى الدعوة للمناصرة تتويجا لكل ذلك من خلال الضغط على أصحاب القرار من أجل إصدار القوانين وتغيير السياسات الكفيلة بتنفيذ مبادئ التربية الدامجة وتوفير الظروف الملائمة لتجسيد مقوماتها ومبادئها وحماية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وفقا لها.
وهكذا يمكن أن نتبين أن القيام بالدعوة للمناصرة لا يمكن أن يعطي ثماره إلا إذا كان المعنيون بالأمر مباشرة قد اقتنعوا بالقضية (تمت توعيتهم وتحسيسهم) وأن المجتمع معبأ وراءهم لدعمهم وجعل القضية أمرا اجتماعيا وليس فقط قضية فئة ( وذلك دور التعبئة الجماعية.)

ما هي الدعوة للمناصرة؟

الدعوة للمناصرة هي مجموعة من الأنشطة المنظمة والموجهة يتم وضعها من أجل التأثير على السياسات وعلى أنشطة القادة السياسيين بغاية إحداث تغيير دائم وإيجابي.

وهكذا فإن القيام بالدعوة للمناصرة تستلزم فهما لعلاقات السلطة (من يقرر، على أي مستوى، ومن له القدرة على الضغط) وذلك من أجل الدخول في اتصال مع أطراف السلطة والتأثير عليها من أجل إحداث التغيير المنشود.

الدعوة للمناصرة، إذن، هي مجموعة من التحركات التي تستهدف أصحاب القرار وغايتها هي دعم تغيير في السياسات والبرامج.

يمكن أن يكون أصحاب الدعوة (المدافعون) منظمات غير حكومية أو معاهد بحث أو جامعات أو منتديات تفكير. وتتم هذه الدعوة عبر لقاءات على أعلى مستوى سواء محليا أو وطنيا أو دوليا، كما يمكن الاستعانة بوسائل مختلفة منها وسائل الإعلام والعرائض les pétitions والمراسلات وغيرها.



إن دعوة للمناصرة بصدد التربية الدامجة ووفقا للأهداف التي يمكن توخيها من طرف مجموعة من الشركاء(شبكة ،فدرالية، تكتل، إئتلاف... ) يمكن أن تصاغ على شكل استراتيجية تتضمن تعبئة الجهود من أجل تحسيس أصحاب القرار بحق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم بالأساس الأطفال في وضعية إعاقة في تمدرس عادي بأقسام عادية مع باقي الأطفال والضغط عليهم كي ينزّلوا مكسب التربية الدامجة عمليا ويحصنوه عبر إصدار قوانين وتشريعات وتنظيمات واتخاذ قرارات إدارية وتربوية وتخصيص موارد مالية وتوفير إمكانيات لوجيستيكية وتكوينات كفيلة بتحقيق جودة التعلم.


مبررات الدعوة للمناصرة

ينبغي الإشارة أولا إلى أن الدعوة للمناصرة هي مقوم من مقومات التربية الدامجة كمشروع مجتمعي يتوخى المساواة والإنصاف والعدالة الاجتماعية في مجال التمدرس. إنها مكون من مكونات اشتغال المجتمع المدني الذي يأتي لدعم الاشتغالات الأخرى التقنية والبيداغوجية والإدارية.

إن اختيار الوزارة لمقاربة التربية الدَّامجة ينبغي أن يدعمه حرص يقظ من الفاعلين الاجتماعيين المنظمين من أجل تعميق تركيز هذا المشروع وكذا تقويته وتعزيزه. فلا يكفي أن تتخذ القرارت للاطمئنان على المسار السليم له أو على تطوره في الاتجاه الذي تتنامى فيه انتظارات الساكنة بفعل تنامي الوعي، خاصة وأن إقرار التربية الدامجة لا يتعلق فقط بإجراءات تقنية، بل أساسا باتجاهات ومواقف وتمثلات بعضها غير مترسخ بقوة لدى بعض مقدمي الخدمات.

إن الحاجة إلى الدعوة للمناصرة هي في الواقع حاجة إلى دعم وانخراط اجتماعيين من أجل التنبيه ونقل الحاجيات والانتظارات التي توجد لدى الفئات المستهدفة مباشرة بهذا المشروع.

إنه إجراء مهم بالنسبة للطرفين (المدافعين وأصحاب القرار المحليين والوطنيين) لكونه يحقق للطرف الأول إمكانية التعبير عن حاجاتهم

وانتظاراتهم من أجل تعديل أو تصحيح أو تعزيز الإطارات الكبرى للمشروع وسياقاته القانونية والتنظيمية وغيرها. وهو مهم لذوي القرار لأنه يعطيهم إمكانية معرفة ما يرغب فيه الآخر، مما يورطه إيجابيا في أي قرار قد يُتخذ بناء على ذلك.

القيادة في الدعوة للمناصرة

تستلزم الدعوة للمناصرة وضع مخطط استراتيجي متكامل لا يرتكز على الصراع والرغبة في التفوق على الآخر، بل على فلسفة الإسهام وتحمل المسؤولية وعلى التكامل والتعاون.

وبحكم أن تغيير السياسات والقوانين ليس بالأمر اليسير ويستلزم الكثير من الحنكة والإلمام بمجال موضوع التربية الدامجة في أبعاده القانونية والحقوقية والبيداغوجية والاقتصادية والقيمية وغيرها، فإن نجاح الدعوة إلى المناصرة تستلزم أن تتميز القيادة بمجموعة من الخصائص لعل من أهمها ما يأتي:

القناعة بعدالة القضية ومنطقيتها وضرورتها والتشبث بها واعتبارها ذات أولوية؛التميز بالمرونة في الاشتغال وتغيير التاكتيكات عندما يتعذر بلوغ الأهداف من دون تغيير الغاية؛

نكران الذات والتميز بالأريحية والعطاء لفائدة القضية من دون حسابات ذاتية؛تفتح الفكر وقدرته على استحضار مختلف المعطيات واستشراف الإمكانيات؛

التفكير الإبداعي والفكر النقدي الإيجابي اللذان يسمحان بتجاوز واقع الحال وتصور التغيير المبتغى في السياسات والبرامج؛

القدرة على التحمل النفسي للنزاعات وامتلاك مهارة تدبيرها وإيجاد السبل لحلها؛القدرة على التفاوض كمهارة أساسية تسمح بإقناع الآخر وذلك من خلال امتلاك المعلومات وكذا معارف الفعل ومعارف الكينونة

-----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019