-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 8: مراحل حملة للتوعية حول التربية الدامجة


القسم 2 : الإجراءات الاجتماعية من أجل تغيير التمثلات والاتجاهات الاجتماعية تجاه التربية الدامجة
المحور 3 : التوعية بطبيعة التربية الدامجة

الموضوع  8: مراحل حملة للتوعية حول التربية الدامجة 

طبيعة الموضوع وأهميته

تتناول هذه البطاقة قضية تخطيط حملة للتوعية بمرتكزات التربية الدامجة. وهكذا سيتم تناول مختلف المراحل التي تقطعها مثل هذه الحملات وتحليل الإجراءات المتضمنة خلال كل مرحلة. 

إن أهمية الحديث عن مراحل الحملة من أجل توعية وتحسيس الفئات المستهدفة بالتربية الدامجة تأتي من أهمية هندسة التدخل الاجتماعي وتخطيطه. ولما كان الترويج للتربية الدامجة هو في الأساس الترويج لمعارف ومهارات من أجل التغيير في المواقف والاتجاهات وفي الممارسات، فإن هندسة ذلك الترويج، مع ما يستلزم ذلك من مرونة طبعا، يشكل مقوما أساسيا من مقومات النجاح. 

إن تغيير الاتجاهات والمواقف يبقى ذا حساسية كبرى وبالتالي فإن الاهتمام بكل القضايا التي تؤثث لسياق الحملة ومجرياتها يعتبر شرطا ضروريا لتحقيق الأهداف المتوخاة. 
مراحل حملة للتوعية 

يمكن الحديث عن ثلاث مراحل مترابطة في حملة للتوعية، هي مرحلة التخطيط ومرحلة التدبير والإنجاز ومرحلة التقويم. 
مرحلة التخطيط

إنها المرحلة الأولى التي يتم خلالها وضع خارطة الطريق. هذه المرحلة تشكل مرجعية لباقي المرحلتين اللاحقتين لكونها ترسم معالم ومعايير الإنجاز والتقويم. 

ينبغي لمرحلة التخطيط أن تبتدئ بسؤال جوهري مرتبط بموضوع الحملة وهو ماذا ينبغي أن يعرفه المستفيدون عن خصائص التربية الدامجة ومقوماتها ومرتكزاتها وظروف ممارستها والمواقف والسلوكات التي ينبغي التحلي بها إزاءها؟ 

إن هذا السؤال هو ما يحدد مرجعية التوعية أي السقف الذي ينبغي أن تصل إليه الفئة المستهدفة. بمعنى آخر إن تحديد الحاجيات إلى التوعية تبقى نتاج الفارق بين ما يملكه المستهدفون من هذه المعارف والمواقف والممارسات قبل الحملة وبين ما ينبغي أن يمتلكوه. إن ذلك الفارق هو حاجتهم التي ينبغي الاستجابة لها والعمل على إشباعها. 
الحاجة = الإمكانيات المتوفرة لدى المستهدفين – ما ينبغي أن يمتلكوه من إمكانيات 

إن معرفة هذا الفارق يتم عبر دراسة واقع الحال التي يمكن أن تمتد من دراسة علمية رصينة إلى تأمل تحليلي مبني على التجربة والمعايشة اعتمادا على حالات وأحيانا على الاستبطان .l’introspection 

تقارن تلك الاستخلاصات بما ينبغي أن تكون عليه المعارف والاتجاهات والممارسات حتى يتم إنجاح المشروع (حجم وجودة المعارف، درجة الاتجاه، نوعية الممارسة. ) 

إن الفارق المسجل تتم ترجمته إلى أهداف يتم وضعها كمبتغيات للحملة. 

يشكل تحديد الأهداف قاطرة باقي المحددات، أي المضامين ونوعية الخطابات وأدوات الإقناع وأشكال التنشيط التي سيتم اعتمادها. 

يضاف إلى هذا التحضير المعرفي تحضير مادي من خلال رصد المكان )القاعات أو الفضاءات( وتحضير الوسائل العروض والمداخلات، المطويات أو المنشورات، الدعوات بالمكتوب أو بالهاتف أو غيره) ، التجهيز، توزيع المهام )التنشيط، التسيير ،الاستقبال ، التنظيم.(... 

لنفترض أننا نريد تنظيم حملة تحسيسية لفائدة آباء الأطفال في وضعية إعاقة لكي يصبحوا مساهمين بفعالية في إنجاح مشروع التربية الدامجة. 

علينا أولا أن نعرف حاجات هؤلاء الآباء على مستوى درايتهم بطبيعة هذه التربية ومبادئها وبحق أطفالهم في التعلم في قسم عاد وأن تتشكل لديهم مواقف إيجابية نحو تمدرسهم من خلال اعتباره حقا وضرورة وأخيرا أن يلتزموا بتسجيل أبنائهم ومواكبة تعلمهم من أجل إنجاحه. 

في رصد لواقع الحال قد يبرز أن هؤلاء الآباء يعرفون دلالة التربية الدامجة ومرتكزاتها 

ولهم قناعات بجدوى تعلم أطفالهم لكنهم مع ذلك يشككون في قدرة أطفالهم على التعلم معأطفال عاديين، وبالتالي ليسوا متحمسين لتسجيلهم في تلك الأقسام. 

تصبح الحاجة في هذه الحالة هي النقطتان الأخيرتان (القناعة بقدرة الأطفال والتحمسللتسجيل والمواكبة). ومن ثم تترجم تلك الحاجة إلى هدف أو أهداف للحملة. 
مرحلة التدبير والإنجاز

هي مرحلة تنزيل ما تم تخطيطه من مهام. إنها مرحلة تَعاقُب الأنشطة المبرمجة والقيام بالمهام التي تم توزيعها. 

تختلف طبيعة هذه المرحلة بحسب طبيعة الطريقة المنتهجة (التواصل مع جمهور عريض، التفاعل البينفردي، المناقشة ضمن جماعة ضيقة. ) 

•عند سلك طريقة الجمهور العريض، غالبا ما يتم اللجوء إلى المحاضرات والعروض والتي قد تعقبها بعض التدخلات من طرف الجمهور للمناقشة والاستفسار. يستحسن في هذه الحالة أن يتم تقديم الموضوع وأهداف الجلسة والبرنامج قبل تقديم العرض أو المداخلات. ويمكن في هذا الباب اعتماد الخطاب اللفظي أو الاستعانة بالجهاز العاكس، كما يمكن اللجوء إلى تقديم نماذج أو شهادات. 

•في التوعية من خلال التفاعل البينفردي والذي يتم من خلال لقاءات أو جلسات أو عبر باب بباب، ينبغي شخصنة الخطاب والانطلاق من حالة المخاطب ووضعه. ويستحب بعد التقديم إثارة المشكلة ودفعه إلى الحديث والتعبير عن وضعه واستقراء معارفه ومواقفه أولا قبل العمل على دفعه للتأمل فيها والاقتناع بضرورة تغييرها من خلال خلخلة القناعات. إن المنهج التوليدي يشكل أفضل طريقة لدفع الشخص إلى مراجعة ذاته. ينبغي فقط الإلمام بتقنية تكسير التصلب من خلال تفادي الإحراج أو العدوانية لأن مثل ذلك يزيد من تشبث الفرد بالدفاع عن موقفه حماية لنفسه. 

•أما طريقة المناقشة ضمن مجموعات ضيقة، فإنها تستلزم تحضيرا خاصا يبدأ باختيار المنشط الكفء ومقرر للجلسة. يتم في البداية تقديم المجموعة من أجل تكسير الجليد والتعريف بأهداف اللقاء ومنهجيته وتقديم مدخل للمناقشة ثم تدار المناقشة بين الحاضرين يقوم فيها المنشط بين الفينة والأخرى بتلخيص المداخلات وتوجيه النقاش نحو الأهداف المتوخاة وضبط الزمن. يمكن أيضا أن تدار الجلسة على شكل لعب أدوار أو تقديم حالات ودراستها أو تحليل وثائق ومناقشتها أو أخذ الكلمة، كما يمكن الاستعانة بمجموعة من الوسائل والتقنيات(السبورة الورقية ،métaplan، .... ) تختتم الجلسة بتقديم المنشط لخلاصات الجلسة. كما يمكن أن يقدم المستفيدون خلاصاتهم التي يمكن أن توجَّه كي تكون على شكل التزامات أمام المجموعة من أجل تبني الاتجاهات والممارسات المرجوة. 


مرحلة التقويم

هي مرحلة ذات أهمية. فهي تشكل لحظة للتعرف على مدى تحقق الأهداف التي تم تسطيرها. وكلما كانت الأهداف واضحة وجلية، كلما كانت إجراءات التقويم متيسرة وفعالة. 

يمكن أن يتخذ التقويم عدة أشكال كما يمكن أن يستخدم مجموعة مختلفة من الأدوات. 

يمكن أن تتخذ التقويمات طابعا تتبعيا )جمع المعطيات والملاحظات من أجل التعرف على مسار المشروع أو الحملة من أجل التدخل في الوقت المناسب لتصحيح ما ينبغي تصحيحه(، كما يمكن أن تكون على شكل تقويم مرحلي أو إجمالي. 

غير أن تقويم مدى تحقق الأهداف في مجال التوعية على التربية الدامجة يطرح إشكالية صعوبة تقويم تغير الاتجاهات ،إذ كيف يمكن التأكد من كون المستهدفين قد تغيرت اتجاهاتهم فعلا؟ 

إن هذه إشكالية طرحت دائما في مجال علم النفس الاجتماعي بحكم أن موضوع الاتجاهات هو واحد من حقول هذا العلم .وإذا كان من الممكن دراسة ذلك علميا عبر سلالم الاتجاهات، فإن العمل الجمعوي يمكن أن يلجأ إلى تقنية الملاحظة والرصد وذلك من خلال ثلاث عمليات: 


  • تحديد الاتجاهات المستهدف تغييرها؛ 
  • تحديد مجموعة من الممارسات العاكسة لكل اتجاه من تلك الاتجاهات؛ 
  • ملاحظة مدى وجود تلك الممارسات لدى الفرد أو الأفراد المستهدفين . 

ينبغي الإشارة، أخيرا، إلى أن التقويم يمارس على أربعة مراحل هي:
  • مرحلة تحديد أهداف التتبع والتقويم؛ 
  • مرحلة تخطيط جمع المعطيات؛ 
  • مرحلة تحليل المعطيات؛ 
  • مرحلة استخلاص الخلاصات.
----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019