-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 7: تقنيات التوعية والتحسيس بطبيعة التربية الدامجة


القسم 2 : الإجراءات الاجتماعية من أجل تغيير التمثلات والاتجاهات الاجتماعية تجاه التربية الدامجة
المحور 3 : التوعية بطبيعة التربية الدامجة

الموضوع 7: تقنيات التوعية والتحسيس بطبيعة التربية الدامجة 


تعريف الموضوع


تعتبر عملية التوعية عملية تواصلية تفاعلية. ولذلك فهي ترتكز على مجموعة من العناصر )مرسل، مستقبل، خطاب ،وسائل وقنوات( وتتم بطريقة وأسلوب معينين.
تتوخى هذه البطاقة طرح بعض الأفكار المتعلقة بعنصرين من أهم العناصر المشكّلة لعملية التوعية والتحسيس، حيث سيتم تناول الطرق والتقنيات التي يمكن أن تنتهج في الحملات.
بالنسبة للطرق، سيتم الحديث أساسا عن ثلاث طرق هي طريقة الجمهور وطريقة المناقشة ضمن مجموعات صغيرة )ضيقة( وطريقة التفاعلات البيفردية.  ويستهدف استعراض هذه الطرق إبراز طبيعتها وإمكانياتها وحدودها.
أما في ما يتعلق بالتقنيات، فسيتم استعراض ما يمكن استخدامها منها في مثل تلك الحملات التي تستهدف الإخبار من أجل تغيير السلوك عبر تغيير الاتجاهات.
طرق الحملات 
لا يقصد بطريقة الحملة التحسيسية شكلها، ولا يجب اختزالها في بعد تقني، بل هي فلسفة تتشكل من تمثلات حول إمكانيات الآخر ودوره وحول دور المخاطٍب وخلفيات الخطاب وأهدافه وحول طبيعة العلاقة بين المرسل والمستقبل.
لذلك فإنه عند الحديث عن حملة للتحسيس والتوعية في مجال التربية الدامجة، لا بد من التفكير في أفضل الطرق التي تيسر الوصول إلى الأهداف المتوخاة. إن التفكير في تلك الطريقة يستلزم بالضرورة رسم تصورات لمختلف طبيعة مكونات التواصل والعلاقات .


طريقة الجمهور
تعتمد هذه الطريقة على مخاطبة مجموعة كبيرة من الناس في الوقت نفسه حول موضوع من مواضيع التربية الدامجة. قد يكون الخطاب ذا طابع حقوقي أو قيمي أو اجتماعي أو اقتصادي أو بيداغوجي أو شامل لكل هذه الجوانب.
ترتكز هذه الطريقة على التصورات الآتية:
•الفاعلون المتواصل معهم لا دراية لهم بموضوع اللقاء أو لا اتجاهات إيجابية لهم نحوه.
•الهدف من التواصل هو إعطاء معارف ومعلومات أو التأثير على المواقف أو الحث على تغيير سلوك.
•يتم الاعتناء أساسا بطبيعة الخطاب وبشكله ومضمونه إلى درجة تغييب مدى انسجامه مع حاجيات المستهدفين أحيانا.
•تتصور على أن المرسل يملك الخبرة والمعرفة والمهارة للتأثير معرفيا أو وجدانيا )لذلك يتم اختيار متخصصين في الموضوع أي ملمين بالمعارف المرتبطة به.(
•قناة التواصل تكون في الغالب اللغة اللفظية أو المكتوبة )مطويات، منشورات، وصلات إشهارية.(...
•السياق: قاعات، أو برامج إذاعية أو تلفزية، أماكن تواجد المستهدفين من التواصل . 
 •تقوم العلاقات على نحو عمودي ولا يسمح بالتفاعل إلا قليلا .
طريقة التفاعلات البيفردية:
في بعض الأحيان، يمكن لعملية التحسيس والتوعية أن تتم من خلال لقاءات فردية، حيث يتم التواصل بشكل تفاعلي بين عضو من الجمعية أو مختص وبين المستهدف من تلك العملية )عضو في أسرة طفل في وضعية إعاقة أو طفل «عاد» أو أحد أفراد أسرته أو مهني في مجال التعليم.(
تعتمد هذه الطريقة على علاقة يتبادل فيها الطرفان موقعي المرسل والمستقبل. وتلعب التغذية الراجعة دورا مهما في تدبير التواصل.
يتم اللجوء إلى مثل هذه الطريقة لمعالجة حالات خاصة تطرح إشكالات فردية، منها عدم قدرة أفراد الأسرة أو أحدهما الحضور في اللقاءات التحسيسية أو كون حالة الطفل تفرض تناولا خاصا أو صعوبة التواصل العادي مما يستلزم تفريدا للقاء.
لإنجاح مثل هذه اللقاءات ينبغي للجمعية أو لمنشطها المكلف بالتوعية أن يستحضرا مجموعة من المقومات، منها:

•اختيار الوقت والمكان المناسبين للتواصل؛
•الإصغاء الفعال؛
•تقدير الآخر واحترام إمكانياته كيفما كان مستواه؛
•عدم إصدار أحكام قيمة؛
•الانطلاق مما يعرفه واستثمار خبراته؛
•توظيف التغذية الراجعة من أجل تعديل التواصل؛
•الانتباه إلى التعابير غير اللفظية سواء لدينا أو لدى المخاطب من أجل قراءتها؛
•اختيار الخطابات التي ينبغي إيصالها؛
•تكييف الخطاب حسب سن ومستوى المخاطب.

طريقة المناقشة ضمن مجموعات ضيقة
تؤمن هذه الطريقة بأن تغيير المواقف والممارسات لا يمكن أن يتم بالشكل الملائم من خلال خطابات للعموم ولا حتى بشكل تفاعل بينشخصي، لأن المواقف والاتجاهات تتشكل ضمن جماعات وبالتالي فإن تعديلها يكون أيسر ضمن الجماعة-نفس التصور بالنسبة لطريقة العلاج ضمن الجماعة لكارل روجرز.-
إن الجماعات الضيقة -الصغرى- هي المجال الذي تصاغ فيه عناصر الانبناء الاجتماعي للفرد .

وقد اعتبر K. Lewin أب دينامية الجماعات أن التفاعلات وجها لوجه ضمن الجماعة هو ما ييسر التأثيرات الاجتماعية. وقد برهن على ذلك من خلال تجربته التي استهدفت تغيير العادات الغذائية للأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة نقص في اللحوم.

بينت تجربة ليفين أن طريقة المحاضرة لم تحقق إلا نتائج جد ضئيلة، ف3 % فقط من ربات البيوت غيرن عاداتهن بطبخ الأحشاء -القلب، الكبد...- بعد حضور محاضرة. غير 
أن هذه النسبة ارتفعت إلى 32 % بعد مناقشة ضمن مجموعة حول أهمية تلك التغذية وفائدتها. هذه النتيجة فسرها «ليفين» بأنها بفعل عامل القرار أمام الجماعة. هذا القرار يلزم الفرد ويجمد كل .l’effet de gel السلوكات البديلة

إن التعديلات في المواقف والممارسات حول التربية الدامجة -الاقتناع بضرورة إلحاق الأطفال في وضعية إعاقة بالأقسام العادية ومواكبة تعلمهم، تقبل الاختلاف داخل القسم والتفاعل الإيجابي مع زميل في وضعية إعاقة، تقبل الأسرة أن يتمدرس ابنها مع أطفال ذوي احتياجات خاصة ضمن القسم الواحد، تقبل المدرسين والمديرين عن اقتناع بالتربية الدامجة...-، إن تعديلاتها يمكن أن تتم ضمن جماعات صغرى أولا وهذه الأخيرة تصبح عاملا من عوامل التغيير ضمن مساحة 
أوسع. ويكون من السهل على فرد أن يتقبل مبادئ التربية الدامجة ضمن جماعة وذلك بشكل أقوى مما لو كان منفردا أو سلبيا ضمن جمهور، فالجماعة الصغرى تشكل أداة مقلصة للتردد

التقنيات الممكن استخدامها
يمكن تعريف التقنية بأنها مجموع القواعد التي تضبط استخدام وسيلة معينة. وهكذا يمكن الحديث عن مجموعة من التقنيات التي ترتبط بالتجمعات وباب بباب porte à porte ومجموعات المناقشة وغيرها. 
ترتبط تلك التقنيات بنمط الطريقة، لكن هناك بعض التقنيات التي قد نجدها في أكثر من طريقة:


----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019