-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 9: طبيعة التعبئة الجماعية حول التربية الدامجة


القسم 2 : الإجراءات الاجتماعية من أجل تغيير التمثلات والاتجاهات الاجتماعية تجاه التربية الدامجة
المحور 3 : التعبئة الجماعية من أجل التربية الدامجة

الموضوع 9: طبيعة التعبئة الجماعية حول التربية الدامجة

طبيعة الموضوع وأهميته
يرتبط هذا الموضوع بعملية التعبئة الجماعية حول التربية الدامجة، وهي عملية ذات أهمية بالغة من أجل تطوير السياسة والإجراءات المرتبطة بهذا المجال. فإذا كانت هذه التربية تشكل مشروعا مجتمعيا يهدف إلى تحقيق مبادئ العدالة والمساواة وتقبل الاختلاف، فإن تعبئة المجتمع حوله كفيل بتحقيق ديمومته واستمراره وفي نفس الوقت تطويره وإغنائه بما يتلاءم مع حاجيات وانتظارات الساكنة.
ويمكن للمجتمع المدني وبالأخص المنظمات الحقوقية والجمعيات الموضوعية حول الإعاقة أن تلعب دورا كبيرا في ذلك التطوير وأن تشكل أداة لضمان جودة المشروع واحترامه لأسس التربية الدامجة كما هو متعارف عليها دوليا. إن تلك المنظمات والجمعيات، بحكم طبيعتها النضالية يمكن أن تشكل قوى اقتراحية في هذا الشأن. كما يمكن لهذه المؤسسات أن تلعب دورا لدى الجماعات والمجتمع من أجل الانخراط في المشروع من خلال المساهمة فيه وتيسير تطبيق أنشطته.
إن مشروع التربية الدامجة هو مشروع مواطناتي لا ينبغي الاكتفاء فيه فقط بإصدار قوانين أو مذكرات أو إنتاج أدوات ووسائل، بل إن تعبئة شاملة للمجتمع هي الكفيلة بتحقيق مراميه وأغراضه.
معنى التعبئة الجماعية
إنها إجراء مستمر يجمع بين مجموعة من الشركاء أو ساكنة جماعة حول قضية اجتماعية معينة تشكل رهانا جماعيا. يرمي هذا الإجراء إلى الصياغة الجماعية لاستراتيجية متمحورة حول تحسين جودة الحياة ويكون كل المعنيين ضمنها فاعلي تغيير متضامنين.
 إن التعبئة الجماعية هي ترجمة لشعور الجماعة بقدرتها إذن على تغيير الأشياء لصالح قضية تؤمن بها، وذلك انطلاقا من ثلاثة مشاعر أساسية:
•كونها اختصاصية في حاجياتها وفي مطامحها وأحلامها )إنها صاحبة القضية(؛
•إن لها من الإمكانيات والمهارات والكفايات ما يسمح لها بإنجاح قضيتها؛
•إنها تعلم بجدوى التفاعل والفعل بشكل جماعي.

وهكذا يمكن القول إن التعبئة الجماعية هي توحيد الموارد والجهود من أجل تغيير أو تحقيق هدف جماعي .
إن التعبئة الجماعية، التي هي عبارة عن سيرورة دينامية تطورية، هي في نهاية المطاف تركيبة بين محرك  un moteurوقوة حركية  une force motrice


تستهدف هذه السيرورة الدينامية التطورية بالأساس ما يأتي:
•الترويج لخطابات من أجل تغيير التصورات الخاطئة )مثلا هنا عدم قدرة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على التعلم، عدم نجاعة تعليمهم في أقسام عادية، عدم إمكانية تعلم الأطفال العاديين بحضور أطفال في وضعية إعاقة(...
•دفع الساكنة إلى مؤازرة المشروع وتشجيع فاعليه على الاستمرارية والتطوير )تشجيع الآباء والأطفال في وضعية إعاقة على التمدرس، تشجيع الأطفال العاديين وآبائهم على قبول الاختلاف والتعاون، تشجيع المدرسين والإداريين على إنجاح المشروع.(
التعبئة الجماعية من أجل التربية الدامجة شأن جماعي
تهم التربية الدامجة جميع مكونات المجتمع التي هي مطالبة بالعمل على إنجاح المشروع، لكن أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر حاجة إلى هذا النجاح وبالتالي فهم المرشحون بتأطير من الجمعيات الحقوقية والموضوعاتية كي يشكلوا النواة الصلبة لمثل هذه الحملات.
كلما كانت الأسر والجمعيات المشتغلة في مجال الإعاقة قوية الاقتناع بجدوى وضرورة التربية الدامجة كلما كانت استجابتهم للمحرك قوية وإرادتهم للتحرك جماعة كبيرة. هذه النواة الصلبة بالمعنى الذي تحمله الصفة ستكون محورا يعبئ حوله أناسا آخرين يهمهم الأمر مباشرة أو بشكل غير مباشر من حيث خدمة مبادئ إنسانية أو فلسفة في الحياة.
وهكذا تكون التعبئة الجماعية من أجل التربية الدامجة، في نهاية الأمر، تحركا من أجل الاطمئنان على أن عددا مهما من الساكنة ومن القادة )قادة الرأي ،المفكرون والسياسيون والاقتصاديون والدينيون، ...(  ينخرطون في الدعوة ويتبنونها ويدافعون عنها.
من أجل إنجاح التعبئة الجماعية حول التربية الدامجة، ينبغي:
•التنسيق والتشبيك:  يساهم التنسيق بين الجمعيات والمنظمات على تيسير عمليات وحملات التعبئة. ويمكن في هذا الباب اختيار ما يلائم من أشكال التنسيق سواء المؤقت أو الثابت كالفدراليات والشبكات والتحالفات ولجان التنسيق وغيرها.
•احترام الاختلاف، فالأفراد الذين يشكلون النواة الصلبة ينبغي أن يؤمنوا بألا أحد يمتلك القضية لأنها ملك للجميع، وأن كل الآراء التي يمكن أن تخدمها مرحب بها. هذا الاحترام للاختلاف ومحاولة التوفيق بصدده هو ما يسمح لتلك النواة بأن تشتغل جماعة.
•تثمين مساهمة كل واحد: فالأفراد يختلفون من حيث إمكانياتهم وقدراتهم وكذلك درجة تحمسهم للقضية ،مما يجعل درجة مساهمتهم مختلفة ونوعيتها متباينة. لذلك ينبغي الوعي بهذا التنوع وتشجيع كل إسهام وإبراز قيمته وعدم تبخيس أي مبادرة تصب في خدمة التربية الدامجة. إن تشجيع كل مبادرة أو إسهام والترحيب به وإدماجه ضمن القوة الحركية يعطي للتعبئة طابعيها الدينامي والجماعي.
•تفادي كل ما يمكن أن يعرقل التواصل، فروح الجماعة الضرورية للدفاع عن فلسفة التربية الدامجة وتغيير الاتجاهات والممارسات بصددها تستلزم أن يكون جميع المساهمين على نفس القدر من الوصول إلى المعلومة بصدد كل حيثيات المشروع. هذا الوصول إلى المعلومة والتواصل بين الجماعة لا يتحدد فقط في امتلاك الأخبار بل أيضا في طريقة التواصل، حيث ينبغي الابتعاد عن كل ما يمكن أن يخلق تعدد التأويلات أو الأحكام المسبقة أو المواقف المثيرة للحساسيات.
•العمل على إشراك جميع أعضاء النواة الصلبة في مختلف مراحل التعبئة.
•من الأفضل طرح الأسئلة عوض توفير إجابات وترك القرار للجماعة للتوصل بشكل جماعي للإجابة المناسبة في مختلف الاجتماعات.
-----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019