-->
فضاء التربية الدامجة فضاء التربية الدامجة

كل المواضيع

آخر المواضيع

كل المواضيع
كل المواضيع
جاري التحميل ...
كل المواضيع

الموضوع 14: الكفايات الوالدية والتربية الدامجة


القسم 3 : الدعم السوسيوتربوي ومصاحبة الأسرة 
المحور 6 : الوالدية الإيجابية والكفايات الوالدية

الموضوع 14: الكفايات الوالدية والتربية الدامجة  


طبيعة الموضوع

سيتم التركيز خلال هذه البطاقة على الكفايات الوالدية المطلوبة من أجل القدرة على الانخراط الفاعل في التربية الدامجة.

لقد تمت الإشارة في بطاقات سابقة إلى أن هذه التربية هي شأن الجميع، إنها مشروع مجتمعي وبالتالي فإن الأسر هي أكثر الأطراف المعنية بهذا المشروع. وانخراطها الفاعل يتأتى تحقيقه من خلال امتلاك مجموعة من الكفايات الضرورية لمصاحبة طفلها بشكل ناجع في تمدرسه.

تحاول هذه البطاقة، إذن، تعريف المقصود بالكفايات الوالدية ثم بعد ذلك اقتراح بعض الكفايات الضرورية للمساهمة الناجحة في تحقيق تربية دامجة، وأخير تناول كيفية تطوير تلك الكفايات لتحقيق والدية إيجابية.

الأسئلة الأساسية

•ما المقصود بالكفايات الوالدية؟

•ما هي الكفايات التي ينبغي للوالدين التوفر عليها من أجل والدية ناجحة تستجيب لمتطلبات التربية الدامجة؟

•كيف يمكن تطوير تلك الكفايات؟

مفهوم الكفايات الوالدية

تعتبر الكفاية مجموعة من القدرات المترابطة. إنها «مهارة تعبئة المرء لمجموع الموارد التي يمتلكها (المعارف، المهارات ،الوسائل) بقصد مواجهة مشكلة ما) ” Mandon Nicole(. ويُقصد بالتعبئة أن الفرد أمام مشكلة ما يستطيع انتقاء ما يصلح من إمكانيات لديه ويوظفها لحل مشكلة أو مجموعة من المشاكل المتشابهة.

وهكذا فإن الكفاية الوالدية هي مجموع قدرات الأب أو الأم على اختيار معارفهما ومزاياهما ومهاراتهما والوسائل المتاحة والصالحة لحل مشكلة تعترضهما كوالدين وتوظيفها من أجل ذلك الحل.

ولما كانت أغلب مهام وتدخلات الوالدين هي من أجل حل مشكلات أطفالهما ( الصحية أو التعليمية أو النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية...)، فإن التوفر على كفايات بالمعنى المشار إليه يبقى أمرا أساسيا لنجاح وفعالية الوالدية.

بالنسبة للطفل في وضعية إعاقة تتواجد مشاكل إضافية ومختلفة عما هو الحال بالنسبة للأطفال «العاديين». فبالإضافة إلى المشاكل العامة التي تعترض غالبية الآباء، تنضاف مشاكل تفرزها الإعاقة .

هذا الأمر يحتم على هذه الأسر أن تمتلك، إذن، كفايات إضافية للقدرة على حل تلك المشكلات الإضافية.

سيتم التركيز في هذه البطاقة على الكفايات الإضافية التي ينبغي أن يتوفرا عليها من أجل والدية إيجابية تتجاوب ومقومات التربية الدامجة.


الاتجاه الإيجابي نحو الطفل

تتكون هذه الكفاية من مجموعة من القدرات التي تتكون بدورها من مجموعة من الإنجازات والإجراءات. من بين القدرات المشكلة لهذه الكفاية، يمكن الإشارة إلى الآتي:

ترتكز هذه الكفاية على جانب التمثلات والقناعات المرتبطة بإمكانيات الطفل في وضعية إعاقة، حيث ترتبط بقدرات لها علاقة بالموقف من إمكانياته .

لا يمكن الحديث عن والدية إيجابية من دون أن تكون لدينا مواقف إيجابية من طفلنا رغم أي قصور أو نقص قد يعتريه .

فمهما كانت إعاقته، لا بد أن تكون له إمكانيات ينبغي أن نركز عليها عوض التركيز على الإعاقة.

إن التربية الإيجابية تربية بانية وبالتالي فهي تعتمد على النظر إلى الأشياء بشكل إيجابي لكون التصورات السلبية لا يمكن أن تسمح بالطموح إلى التغيير، والتربية الدامجة طموح إلى التغيير ومرتكزها أصلا هو التغيير ليس فقط لدى الطفل في وضعية إعاقة بل وفي محيطه الأسري والمدرسي والاجتماعي بصفة عامة.

التربية الدامجة أيضا تستلزم الاقتناع بإمكانية التغيير، ومن ثم ضرورة الاصطبار والقدرة على التحمل وعدم اليأس. وهذه خصائص مهمة تسمح بممارسات بانية إيجابية تبتعد عن اليأس والتوتر الذي ينعكس على العلاقة مع الطفل ويؤثر فيه.


الانخراط الفاعل في تمدرس الطفل

يمكن تبين مجموعة من القدرات ضمن هذه الكفاية، لكن أهمها يمكن تحديد أهمها وفق الرسم الآتي:

الوالدية الإيجابية في علاقتها بالتربية الدامجة هي والدية مبادرة فاعلة لا منفعلة. ففي علاقة بتمدرس طفلها، ينبغي للأسرة أن تكون منخرطة في المشروع، وذلك من خلال استثارة طفلها من أجل التعلم وتوفير بعض الإمكانيات الضرورية لتمدرسه وخلق المناخ الإيجابي لدافعيته عبر التحفيز والتشجيع لكونهما ميكانيزمين أساسيين بالنسبة لكل تعلم.

لا يكفي أن نطالب المدرسين في أقسام التربية الدامجة بأن يجسدوا الإنصاف والمساواة بين كل متعلمي القسم «عاديين « وفي وضعية إعاقة في ما يرتبط بالتشجيع والإشراك، بل ينبغي أن نفعل بالمثل أيضا خاصة وأن البيت يمنح الطفل زمنا أكبر.

يلاحظ أن هذه الكفاية تتعلق أساسا بالاشتغال مع الطفل حول مسار تعلمه وتعزيز ما يتلقاه في المدرسة. إن الإجراءات المرتبطة بقدرات هذه الكفاية مهمة جدا، لأن الكثير من الأسر تعتبر أن ما يمكن أن يتلقاه الطفل في المدرسة سيكون كافيا ويتغافلون عن كون مجال البيت يمكن أن يكون فضاء لتقوية تعلماته وتعزيزا لها.

ليس من الضروري أن تكون الوسائل والأدوات الموفرة في البيت متطورة، لأنه يمكن الاكتفاء باستخدام أشياء من الطبيعة أو تجهيزات البيت أحيانا. وليس من الضروري أن تكون عمليات الدعم والتقوية عبارة عن دروس وديداكتيك، بل يمكن للألعاب ومختلف أشكال التواصل أن تكون وسيلة لتعزيز ما تلقاه في المدرسة. يكفي فقط أن تكون تلك التدخلات هادفة وأن ترتكز على التنسيق والتعاون مع المدرسة.

التعاون مع المدرسة:

لقد تم التأكيد في كثير من الأحيان على أن التربية الدامجة مشروع مجتمعي وهو مشروع مؤسسة، الأمر الذي يحتم التعاون بين مختلف الفرقاء.

لا يمكن للأسرة أن تكون متعاونة وإيجابية ما لم يتوفر الوالدان على كفاية التعاون. إنها كفاية ضرورية تسمح بالتنسيق وتبادل المعلومات بين مختلف المتدخلين الذين لهم علاقة تربوية بالطفل وتسمح أيضا بتفادي التنافر في الممارسات.

إن تعاون هذه الأطراف لا يتم دائما باليسر المفترض. ففي أحيان كثيرة قد تعرقل بعض العوامل مثل هذه الانسيابية، لعل من بينها عدم معرفة انتظارات الآخر أو عدم القدرة على الالتزام أو انعدام الثقة أو وجود تصورات أو مواقف سلبية تجاه الآخر أو انعدام القدرة على التواصل.

لذلك كان التعاون مع المدرسة، ككفاية، يفترض التميز بمجموعة من القدرات التي تسمح بالقيام بمجموعة من الإنجازات المؤشرة على الوالدية الإيجابية. من هذه القدرات، يمكن ذكر ما يأتي:

يلاحظ أن هذه القدرات تتوزع بين المعرفي(معرفة متطلبات المدرسين والمدرسة للقدرة على التنسيق والتعاون(والقيمي )القدرة على التعاون والالتزام وتحمل المسؤولية( والإجرائي )التأثير من خلال تقديم مقترحات بشكل إيجابي عوض الاقتصار على الانتقاد والانتظارية.)



-----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019

التعليقات




// يوسف الضعيف //جميع الحقوق محفوظة

فضاء التربية الدامجة

2019